شاع استخدام لقب المعلم في العصر الأول من الإسلام ففي الحديث: (إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا وإنما بعثني معلما ميسرا) [أخرجه مسلم في الصحيح] وأطلق لفظ المعلم على كل ماهر خبير في صنعته، سواء كانت صنعة علمية تعليمية أم حرفية، يقول ابن خلدون: (ولهذا كان السند في التعليم في كل علم أو صناعة إلى المعلمين فيها معتبرا)[المقدمة، ص 430] ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية أن تعليم الناس الحرف والصناعات من الأعمال الصالحة والمقربة إلى الله تعالى، ويجل معلم الناس الحرف والمهن على قدر أهمية تلك الحرف في حياة الناس، ولا فرق بين معلم الحرف والصناعات التي تحتاجها الأمة وبين معلم الناس القرآن والعلم الشرعي، فيعتبر معلم الرماية مثلا بمترتبة المجاهد فيقول في ذلك( وتعلم هذه الصناعات من الأعمال الصالحة لمن يبتغي بذلك وجه الله عز وجل، فمن علّم غيره ذلك كان شريكه في كل جهاد يجاهد به، لا ينقص أحدهما من الأجر شيئا، كالذي يقرأ القرآن ويعلم العلم) . وبهذا النص يظهر للعيان أهمية التعليم المهني والحرفي في الفكر التربوي عند شيخ الإسلام ابن تيمية .