مشكلة البطالة :
تمثل مشكلة البطالة في الفكر الاقتصادي الإسلامي في تعطل الشخص عن العمل ، أو اشتراكه في عمل لكنه لا يكون منتجاً إنتاجاً كافياً ، وهي تعد من أكبر معوقات التنمية ، ولذا تتسابق المجتمعات الإنسانية في تقليل حجمها ونسبتها.
وقد جاءت التربية الإسلامية بمحاربتها ، والحد من انتشارها ، واتخذت في علاج هذه المشكلة وسائل متعددة منها :
1 ـ الدعوة إلى العمل : كما قال تعالى (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) وجاء في الحديث (لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها يكف الله بها وجهه خير من أن يسأل الناس ، أعطوه أو منعوه) رواه البخاري، وفي الحديث الآخر: (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده).
2 ـ الممارسة العملية من النبي r للعمل بنفسه ، حيث يقول:( ما بعث الله نبياً إلا ورعى الغنم، قالوا وأنت يا رسول الله ؟ قال : نعم ، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) رواه البخاري ، وكان عمر رضي الله عنه يقول:( إني لأكره أن أرى الرجل فارغاً ليس في عمل دين ولا دنيا)، وكذلك كان كثير من علماء المسلمين الذين هم قدوات في المجتمع ، كان كثير منهم ينسبون إلى حرف وصناعات يتعيشون منها ، أو يتعيش منها آباؤهم ، ولم يجدوا غضاضةً أو مهانةً في الانتساب إليها ، مثل البزاز ، القفال ، الزجاج، الخراز ، الجصاص ، الخواص ، الخياط ، الصباغ ، الصبان ، القطان ، الذهبي.
3 ـ بيان الأجر العظيم في ممارسة الأعمال بصدق وكفاءة، كما جاء في الحديث (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء) رواه البخاري ، وفي الحديث الآخر (ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) رواه البخاري.
4 ـ ممارسة التدريب العملي، وتوزيع المهام بين أفراد المجتمع، مما يعمل على كشف المواهب المختلفة ، ووضع كل واحد في العمل الذي يحسنه ، وهذا بمعنى إتاحة الفرصة لسائر الأفراد في الالتحاق بالأعمال المناسبة لهم، فقد جعل النبي r أبا بكر وعمر وزراءه، وخالد بن الوليد للقيادة العسكرية، وأبي بن كعب للإقراء، وزيد بن ثابت لتعلم اللغات والترجمة ، وحسان للمنافحة عن الإسلام بشعره … وهكذا.
5 ـ وأخيراً ينبغي تصور أن تطبيق تعاليم الإسلام لمعالجة هذه المشكلة ليس ترياقاً فورياً، بل هو عملية تدريجية تقوم على الحكمة والموعظة الحسنة، والأمر لابد له من مجاهدة، كما قال تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).