أولاً: الأهمـيـة :
من أوّليات أخلاق البائع المسلم إصلاح السريرة، وتطهير القلب من كل الأهداف غير المشروعة في السوق، وبالنية الحسنة تتحول العادات إلى عبادات، وتصبح حياة الإنسان المسلم منظومة متكاملة من الطاعات والقربات، ليحقق الغاية العظمى من خلقه، والهدف الأسمى من إيجاده. قال تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
ويهدف المسلم في المنهج التربوي الإسلامي من خلال بيعه إلى تحقيق مرضاة الله تعالى، وإعفاف النفس عن الحرام، وصيانة لها من ذل السؤال، وتقوية لها على طاعة الله، وقياما بالواجبات الشرعية في الإنفاق على الأهل والأولاد، وصلة للأرحام وذوي القربى، كما يهدف إلى مشاركة الآخرين في توفير الحاجات العامة، التي يعد توفيرها من فروض الكفايات، والعمل على الوصول بالأمة إلى الكفاية الذاتية، وتخليصها من ربقة الاعتماد على الآخرين.
فكثير من السنة القولية والتقريرية تفيد أن على المسلم البائع أن يستهدف هذا في تجارته، وأن يوطن نفسه للكسب الحلال، وأن ينفع به نفسه والآخرين.
ثانياً: الأساليب التربوية المعينة لتحقيق هذا الهدف:
أولا: توطين النفس وتعويدها على استحضار النية في جميع شئون الحياة.
ثانيا: التعرف على أهمية النية الصالحة في التكسب وطلب المعاش.
ثالثا: الوقوف على النصوص الشرعية والتي تعلي من قيمة النية وتعتبره الركيزة التي لا بدّ منها في العمل التجاري وغيره، مثل حديث أبي كبشة الأنماري: (إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو ونيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقى في ربه ولا يصل في رحمه ولا يعلم الله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو ونيته فوزرهما سواء) [رواه الترمذي وصححه]
رابعا: الوسائل المساعدة على استحضار النية كالرفيق الصالح والأجهزة المنبهة، والصحف الحائطية في محلات البيع من الأهمية بمكان.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء الصراط.