ولما كان العلم هو الوسيلة الأولى لبناء الحضارات بناءً واقعيا في كل مجال من مجالاتها، دفع المسلمون إلى العلم تعلما وتعليما، فتعلموا كل صالح مفيد، ونقلوا ما عندهم من دين وعلوم ومعارف ومنجزات إلى الحضارات الأخرى.
كما أن الكفار أدركوا أن وسيلة التعليم هي أنفع وأجدى وسيلة لتحقيق التفاعل الحضاري والتأثير على المجتمعات الأخرى وإقناعهم بثقافتهم ، ولهذا أكدوا “أن التعليم أثمن وسيلة لتحقيق ذلك” وأيقنوا أيضا “أن التعليم سلاح، تتوقف نتيجته على من يمسكه بيده، وعلى من يضرب به “.
ومن هنا حرص الكل على الاستفادة من هذه الوسيلة، والبحث عن أفضل آلية للتعلم والتعليم، فوجدوا أنها تَتِمُ إما عن طريق المؤسسات التعليمية المحلية: من مدارس ومعاهد وجامعات، أو عن طريق الابتعاث إلى المدارس والمعاهد والجامعات الخارجية.
المؤسسات التعليمية المحلية.
تلعب المؤسسات التربوية والتعليمية المحلية دورا كبيرا في تحقيق التفاعل الحضاري سلبا أو إيجابا، ذلك أن هذه المؤسسات تسعى إلى تقديم برامج وأفكار ومعتقدات مؤسسيها وواضعيها، لذا فإن الأنظمة التعليمية في العالم موجهة وفق عقائد ومفاهيم واضعي سياساتها، ولهذا فقد اختلفت الأسس التي يقوم عليها التعليم الإسلامي، والأسس التي يقوم عليها التعليم الآخر، تبعا لاختلاف عقائد ومفاهيم أصحابها.
وعليه فإن التعليم الإسلامي يقوم على الأسس الآتية:
1- إيجاد جيل يؤمن بالله ورسله واليوم الآخر، لأنه تعليم يأتي عن طريق دين رباني صحيح.
2- الاستقامة على دين الحق المثل العليا التي جاء بها الإسلام لقيام حضارته.
3- الالتزام بأخلاق الإسلام وقيمه ومبادئه على أساس الكتاب والسنة.
4- مراعاة الفطرة الإنسانية والغرائز البشرية الموزعة في الإنسان.