ج/ إن إدراك الطفل في سن مبكر نعمة عظيمة من الله تعالى، تحتاج منكم الحفاظ عليها، وتوجيهها التوجيه الذي يزداد به علما وعقلا وطاعة لله تعالى.
مثل هذا الطفل يحتاج أمرين:
الأمر ألأول : العناية الخاصة منكم بتربيته وتنشئته التنشئة الصحيحة السليمة، وإعطائه جزءاً من وقتكم، بتعليمه وتربيته وتحفيظه القرآن الكريم، وعليكم بالتدرج معه، وأن تحببوا له التعليم والتعلم، مع مراعاة حاجاته الطفولية، بمعنى لا تتعاملوا معه كبيرا، فتمنعونه من حاجاته للعب وحاجاته التي يحتاجها مثله من الأطفال.
الأمر الثاني: إبلاغ القائم أو القائمين على الحلقة التعليمية بما لدى ابنكم من استعداد يفوق غيره من الأطفال، وعليه أن يتعامل معه كبقية زملائه إلا أنه يجب مراعاة قدراته الخاصة، بأن ينميها ويزيدها عناية خاصة.
ثم حافظوا عليه من الأعداء الذين يستغلون مثل هذا النبوغ بالإغراء المادي والمعنوي ليتوجه لغير دينه.
وعليكم بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بأن يحفظه ويبارك فيه.
ونصيحتي لمدرسي الحلقات وأولياء الأمور، بأن نحفظ نعم الله تعالى علينا، والتي منها نعمة النبوغ العلمي، بأن نعتني بها عناية خاصة، لأن نفع هؤلاء للأمة جمعاء، فقد يرفع الله بالرجل الواحد أمة من الناس، والأمر المهم جدا هو الدعاء، مع الأخذ بالأسباب، والحذر من قرناء السوء، والإغراءات التي تجعل من البعض يذهب بابنه إلى ما لا تحمد عقباه جريا وراء بريق الشهرة الزائفة.
واسأل الله تعالى أن يبارك في هذا الغلام وأن ينبته نباتا حسنا، وأن ينفع به الإسلام والمسلمين وأهله أجمعين.