قوله صلى الله عليه وسلم (ما بال أقوام) هو من باب التوجيه المباشر، ولكن بأسلوب التعميم، دون تعيين للأشخاص بأعيانهم. وأما التعريض فهو عدم الإفصاح عن الشيء بتمامه، والإتيان بما يُفْهَم من دلالاته، لوجود قرينة بينهما. فلذلك يكون التعريض خلاف التصريح، وهي التورية بالشيء عن الشيء. والتعريض قد يكون بضرب الأمثال، وذكر الألغاز في جملة المقال، مثل (وسادك لعريض) فكنَّا عن النوم بالوسادة، أي أن نومك طويل كثير. ومثل قول أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سـأله رجل في هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم من هذا ؟ فقال رضي الله تعالى عنه (هاد يهديني الطريق) وأما التلميح فهو أقرب من التعريض في البيان والإيضاح مع عدم الإفصاح كلية. لأن في التلميح بيان لبعض الصفات، كأن يقول أحدهم: (من سافر يأتي بالهدية.) وهو يقصد أو يلمح لرجل من المجموعة سافر ولم يأتي بهدية. والله تعالى أعلم