ج / إن عملية الترغيب هي أولى خطوات الجذب التربوي نحو تعليم المتعلِّم علماً أو مجموعة من العلوم، وهذا يتطلب الآتي:
1 ـ ذكر جماليات ذلك العلم من وقت لآخر، لأن لكل علمٍ جماليات، إذا تأملها الخبير وقف عليها فعرفها.
2 ـ بيان مزايا ذلك الفن أو العلم، وتكراره على مسامعه بين الفينة والأخرى، ولا يداوم عليه حتى لا يمُجُّهُ فلا يلقي له بال.
3 ـ ممارسة بعض جزئيات ذلك العلم على مسامعه من وقتٍ لآخر، ومن أمثلة ذلك : قراءة الآية من القرآن بصوتٍ جميل، وبيان معانيها بحسب سِنِّه، وكذلك في الحديث النبوي مثل ذلك، وفي الأدب ذكر البيت من الشعر وبيان معانيه ليتذوق أدب اللغة فيقبل عليه، وفي النحو أن يذكر جملة اسمية أو فعلية يتغير معناها بتغير حركتها؛ ليتذوق أهمية إقامة علامات الإعراب، ولا يجعل تلك الأمثلة بقصد التعليم وإنما بقصد تذوق ذلك العلم، ولا يكررها إلا من وقتٍ لآخر. فسوف يُحدِثُ ذلك عنده رغبةً في ذلك العلم إن شاء الله تعالى.
4 ـ بيان مزايا المتمكنين من ذلك العلم أو الفن.
5 ـ بيان علاقة ذلك العلم بغيره من العلوم كعلم اللغة بالنسبة إلى فهم القرآن، مع العلم أن كل علم له علاقة بالعلوم الأخرى.
6 ـ أن يكون تطبيق ما سبق على سبيل الإخبار لا على سبيل التعليم ، وعلى سبيل التنشيط وليس التحفيظ، وعلى وجه الندرة وليس الاستمرارية.