الفراغ نعمة من الله تعالى للعبد، حتى يستثمره فيما يعود عليه بالنفع في دار معاشه ومعاده (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)
إلا أن الفراغ قد يتحول إلى مشكلة عند من لا يحسن استثماره، إما بإهماله، أو بصرفه فيما يعود عليه بالخسران، وغالبا ما يمتد ذلك إلى مجتمعه الذي يعيش فيه.
فبعض الذين أنهوا فترة العمل الرسمي، والشباب الذي لم ينخرط في سلك العمل، نتيجة أسباب متعددة، فإن الفراغ يشكل لديهم هما وغما ومرضا نفسيا قاسيا.
والمنهج النبوي الكريم يحث المسلم على الإفادة من وقت فراغه فيما ينفع الناس، فقد كان صلى الله عليه وسلم مستثمراً لوقته كما في وصف أنس رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس) فقد جاء في الحديث (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرا)
ومن أهم الأعمال التي يمكن أن يسلكها المسلم لتغطية فراغه، ورفع رصيده الأخروي المشاركة في الأعمال التطوعية.
مجالات العمل التطوعي:
ـ دعوة أفراد المجتمع لأعمال الخير، بالوسيلة المتاحة.
ـ دعوة الجاليات غير المسلمة للإسلام. بمخالطتهم، وتحبيبهم في الإسلام.
ـ تنظيم زيارات دعوية إلى القرى والهجر.
ـ توزيع الكتب والأشرطة النافعة.
ـ طبع الكتب والمطويات وتوزيعها، بلغات متعددة.
ـ قضاء حوائج المسلمين وخاصة الأرامل والأيتام وذوي الإعاقات.
ـ المشاركة في المجال الأمني، من خلال تطبيق قوله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره) ومن طرق تغييره التعاون الأمني لأنه مطلب جماعي.
ـ المساهمة في تنشيط الحلقات القرآنية. بالكلمة أو بالمال، أو بالحضور…
ـ زيارة المدارس وتشجيعهم، والمرضى ومواساتهم.
ـ توزيع الصدقات والزكاة على المحتاجين.
ـ العناية بالمشاريع التعليمية والدينية، كمتابعة نظافة المسجد، أو المساهمة في صيانته.
ـ كفالة الطلاب المحتاجين، وإعانة مدرسي التحفيظ والدعاة في قضاء حوائجهم.
ـ المساهمة في سد حاجات طلاب العلم من الكتب والمراجع.
ثمرات العمل التطوعي:
1ـ الحصول على محبة الله تعالى، فقد جاء في الحديث (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عزَّ وجل سرور تُدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في المسجد شهرا)
2ـ مغفرة الذنوب وتكفير السيئات قال تعالى (إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم)
3ـ علاج لأمراض القلوب، كما جاء في الحديث (أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلين قلبك وتدرك حاجتك)
4ـ حماية الأهل من مصارع السوء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)
5ـ الرضا والطمأنينة قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
5ـ تحقيق مبدأ الأخوة: قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) وقال تعالى (إنما المؤمنون إخوة)
6ـ يسهم العمل التطوعي في حل مشكلات المجتمع وبالتالي يتحقق الأمن والرخاء، الذي يسعد الناس به.
7ـ العمل التطوعي يقضي على البطالة، من خلال توفير الأعمال المنظمة الواعية. التي ينخرط فيها الشباب.
8ـ في العمل التطوعي الإفادة من وقت الفراغ.
9ـ الشعور بالسعادة في الأعمال التطوعية، نتيجة المشاركة في إدخال السرور على الناس.
10ـ في العمل التطوعي زيادة إنتاجية الفرد، وإشباع الجوع الاجتماعي للفرد، لأن الفرد بطبعه يُحب أن يكون محبوبا وفاعلا في المجتمع، والعمل التطوعي يحقق ذلك.
ـ اكتساب المهارات الاجتماعية من خلا المشاركة والممارسة الفعلية، مما ينتج عنه مكاسب تربوية ونفسية وعملية كبيرة جدا
هذا وبالله التوفيق
ملخص من كتاب العمل التطوعي