من أكبر قضايا التربية التضييع التربوي وخاصة فيما استرعى الله تعالى الإنسان من رعية.
فغالباً ما يحط التضييع التربوي رحاله عندما يفقد المرء حدود سلطانه وولايته التربوية، ويجهل حاجات من هو عليهم قائم، وخصائص من يقوم برعايتهم ومتطلبات عصرهم، وما يدور حولهم من مؤثرات متعددة
فكم أدى التضييع التربوي إلى توهان الأبناء والأهل في بحر الانحراف، فتعصف بهم أمواج الشر والهوى، حتى إذا فقدوا قواهم وقوتهم العاقلة تحت سيطرة الشهوات انحدروا في أعماق الردى.
وهنا تتصاعب على المربي التربية، وتتناهش فكره الحسرات والندم وعندها يعيش حياة مفعمة بالمتاعب المتلاحقة.
ولكن يا أيها المسلم لا تتحسر على فرط منظومة العقد التربوي من يديك فاعلم ما يلي:
1ـ قال الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) فاستشعر أيها المسلم أن تفريطك التربوي ذنب ومسؤولية قد ضيعتها فاستغفر الله تعالى من التضييع.
2ـ عليك بالدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بأن يهدي من ضيعت من الأهل (وقال ربكم ادعوني استجب لكم).
3ـ اعلم أنك مسئول عن أهلك، ومن استرعاك الله تعالى عليهم قال صلى الله عليه وسلم (والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) فعليك بأداء هذه المسؤولية.
4ـ اعلم أن الله تعالى قد أمرك بأن تقي أهلك ناراً وقودها الناس والحجارة، فيجب لزوماً لا اختياراً أن تقوم بهذا الواجب ( يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ).
5ـ عليك بالتدرج في التوجيه والنصح والتربية عموماً، ولا تستعجل الثمرة، فقد يطول العلاج وتربح الأجر الجزيل .
6ـ تعرف على خصائص المراحل العمرية، فإنها تعينك على التوجيه الصحيح .
7ـ كن قدوة صالحة لأهلك ، فإن فاقد الشيء لا يعطيه .
8ـ اعلم أن التربية فيها عناء ومشقة وفيها الأجر العظيم قال صلى الله عليه وسلم ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه صلى الله عليه وسلم ) وعال جاريتين: أي قام عليهما بالمئونة والتربية .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) .