في المقال السابق تم عرض الأخطاء التربوية في استخدام الترغيب والترهيب، وفي هذا المقال نستعرض عوامل نجاح الترغيب والترهيب، والتي في مراعاتها وتلافي الأخطاء السابقة ما يحقق النجاح. وإليك هي :
1ــ قوة الترغيب والترهيب:
إن الترغيب والترهيب يثير عند الإنسان عامل الخوف، وعامل الرجاء والأمل، وهما في الواقع يوجهان اتجاه الإنسان، ويعملان على تحديد أهدافه وسلوكه، ومشاعره وأفكاره، وعلى قدر ما يخاف ونوع ما يخاف، وعلى قدر ما يرجو ونوع ما يرجو، يكون التأثير في السلوك والاتجاه. ولذلك ينبغي أن يكون حجم الترغيب والترهيب يتوافق مع حجم ونوعية ما وضع من أجله.
2ــ مصدر الترغيب والترهيب:
إن قوة الترغيب والترهيب تتأثر من حيث فعاليتها بالمصدر الذي ورد منه ذلك، فالترغيب والترهيب الوارد من لوالد المعروف عنه الحزم، سيكون لترغيبه وترهيبه أثر على نفسية المتربي، بعكس الأب الذي عُرِفَ عنه التفريط دائما، والخروج بالملاطفة عن الحد الصحيح. وقس على ذلك المعلم، والمدير وغيرهم ممن يتولى أموراً تربوية أو قيادية.
3ــ مراعاته لحاجات الإنسان:
من أبرز عوامل نجاح الترغيب والترهيب مراعاته لحاجات الإنسان، فإذا كان الترغيب لا يلبي مطالب المتربي، فإنه لا يأبه بذلك الترغيب، وبالتالي يكون ضعيف التأثير، فقد يُرَغَب الفرد بأشياء لا يحتاج إليها، أو أنها لا تشبع رغباته، وبالتالي فإنه لن يبالي بها، وكذلك الترهيب إذا كان أقل في مردوده مما نُهي عنه، أو أُمِرَ به، فقد لا يكون له التأثير الفاعل.