بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
لقد تطرق أخي فضيلة الشيخ أبوبكر يوسف لعويسي لمسألة دقيقة ومهمة عن المصافحة والمعانقة وأحوالها. وجمع فيها الأدلة الواضحة والمبينة لتفاصيل وأحكام هذهالمسالة. وقد استثار موضوعها ذهني بما فتح الله تعالى عليَّ فوائد.
ومن أبرز فوائد مقال المصافحة والمعانقة والذي حرره أخي الشيخ يوسف بأسلوب واستدلال متناسق ومتدرج للوصول بالقارئ إلى الغاية والهدف المتوخى من تحريره، فأثابكم الله خير الثواب أخي يوسف:
ــ في هذا الموضوع ما يؤكد عناية الإسلام بتوطيد العلاقات الأخوية بين أفراد المجتمع، وتشجيعهم بل وترتيب الثواب على القيام بها.
ـــ وفيه عناية الإسلام بالوسائل والأساليب التي تحقق التواد بالمصافحة والسلام والتقبيل والمعانقة على الوجه الذي تم شرحه وبيانه من الشيخ يوسف حفظه الله
ـــ أن اكتمال التحية واستيفاء أركانها يتم بالمصافحة،كما قال البراء بن عازب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهم
ــ أن المصافحة سبيل لتكفير الذنوب، وفي هذا ترغيب المسلم في مصافحة أخيه، بل وفيه ما يستدعي تعمد ذلك،لأنه باب للمغفرة من الله تبارك وتعالى
ــ فيه منقبة لأهل اليمن، بأن المصافحة كانت فيهم ولم تكن موجودة عند قريش، وكذلك منقبة لهم بأنهم أرق قلوبا
ــ وفيه أخذ الصواب والخير من عند الغير، وأن الإسلام غير مكابر للحق، ويربي في أتباعه خصلة الاعتراف بخصال الخير للآخر وأخذه، وفيه ذكر محامد الآخرين وبيان خصالهم،
ــ وفيه أسلوب ضرب المثال لتقريب المعنى (تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)
ــ وفيه أن التحية درجات، وتتفاوت بحسب الحال والمقام، فتحية المسلمين بينهم بالمصافحة، وفي حق الغائب المعانقة، وفي حق الأبناء التقبيل والاحتضان ، وللصغير التقبيل والاحتضان والشم
ــ وفيه اهتمام الإسلام بالإشباع العاطفي الذي لا يتم إشباعه عند الطفل إلا بحمله وتقبيله
ــ وفيما يتعلق بالمعانقة فهي في محلها عندما يكون مبناها الشوق الذي يحصل للبعيد بعد اقترابه، أو في الملاقاة بعد الفرقة أو المشاحنة، فيحن الصديق إلى صديقه وبالتالي لا يكون مجالها حق في كل لقاء
وفي الحقيقة أن هذا الدين هو دين عملي وقلبي يرعى المجتمع في سلوكه وأخلاقه ، ويبين له منهجية تحقيق مقاصده العظيمة النبيلة
وفيه عناية المسلمين بدقائق هذا الدين جملة وتفصيلا، فلله الحمد على هذا الدين وعلى أن جعل له من يحمله ويحفظه وينقله بالتواتر جيل عن جيل إلى يوم الدين
رفع الله قدركم وحفظنا وإياكم والمسلمين من كل شر وختم أعمالنا وآجالنا بالصالحات وعافانا في ديننا ودنيانا وآخرتنا إنه جواد كريم رحيم