المبحث الأول: حقوق الطفل في التربية العقدية الصحيحة:
من أهم الحقوق التي للطفل على والديه وعلى المربين جميعا أن ينَشّؤوه تنشئة عقدية صحيحة، تحميه من الانحراف الفكري، أو الضياع العقدي، وتقيه من الانجراف وراء التيارات الإلحادية، والمذاهب الفكرية الضالة، والفرق المنحرفة. وتتأكّد هذه المسؤولية على الوالدين والمربين تجاه أولادهم في مرحلة الطفولة التي يكونون فيها قابلين للتشكيل والتوجيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((كل مولود يولد على الفطرة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْيُنَصِّرَانِهِ أَوْيُمَجِّسَانِهِ)).
وبترسيخ الإيمان في نفوس الطفل يتمّ حفظ دينه وحماية عقيدته، وذلك لما للإيمان من أثر عميق ومؤثر في حياة الإنسان، لكونه من أهم الدّوافع النفسيّة المحرِّكة للإنسان، والمحفزِّة لقوّاه، والمسيطِرَة على سلوكه وتصرفاته، والضابطة لاتجاهاته وقِيَمه.
والنبي ّصلى الله عليه وسلم كان يعلّم الأطفال العقيدة بأسلوب مبسط يناسب مرحلتهم العمرية، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
المبحث الثاني: حقوق الطفل في التربية الجسمية الصحية:
من الحقوق المهمة للطفل على والديه والمربّين الاهتمام والعناية بالتربية الجسمية له، لما لها من أثر كبير على نموه العقلي والنفسي، فالعقل السليم في الجسم السليم.
ومما ينبغي العناية به في التربية الجسمية للطفل العناية بتوفير الغذاء الصحي له، فالغذاء الصحي يساعد الطفل على حسن النمو، وحفظ الصحة، وتقوية المناعة ضد الأمراض، وتعويض الطاقات المصروفة في الجهود والأنشطة التي تتطلبه أعباء الحياة.
وتتضمن التربية الجسمية الصحية للطفل أيضا، غرس مبادئ النظافة الذاتية وأساليبها في نفس الطفل، قال تعالى: (إنّ الله يُحِبُّ التّوّابِين ويُحِبُّ المُتَطَهِّرين) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَسَاحَاتِكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ، يَجْمَعُونَ الأَكْبَاءَ (الكُنَّاسات) فِي دُورِهِمْ)).
كما أن الإعداد البدني، والعناية باللياقة الجسمية للطفل من بين حقوقه على مربّيه، وذلك بتعويده ممارسة الرياضة في كافة صورها المباحة التي من شأنها أن تقوّي الجسم وترفع من كفاءته، وذلك لما للرياضة من أثر إيجابي في حسن النمو، والوقاية من الأمراض، وحفظ الصحة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَهُوَ لَعِبٌ، لا يَكُونُ أَرْبَعَةٌ: مُلاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ، وَتَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمَشْيُ الرَّجُلِ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ، وَتَعَلُّمُ الرَّجُلِ السِّبَاحَةَ)).