عدم إصلاح القلب يؤدي إلى الهلاك :
إن كثيراً من المشكلات بين الناس، سببها أمراض تعتري القلوب، فهذه المشكلات تترجم عن أحوال قلوب أصحابها، وما فيها من أمراض مثل: الحسد، والغل، والكـبر، والاحتقار، وغير ذلك، وسبيل حلها الأمثل هو علاج هذه القلوب، وإلا فالمرض سيظهر بين حين وآخر كلما ظهرت دواعيه، ونظرة إلى واقع المجتمع، وما يحدث فيه بين الناس من مشكلات اجتماعية، وخصومات في الحقوق والأموال يتبين صحة ذلك.
و كذلك عند ما يفسد القلب فإنه ما يزال يتشرب لكل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، فيشتبه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا، والمنكر معروفا، والحق باطلا والباطل حقا، عَنْ حُذَيفَةَ رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ – حتى يصير ذلك القلب – أَسْوَدُ مُرْبَادًّا قَلبٍ أَسْوَدَ مُرْبَادّاً كَالْكُوزِ مُجَخِّياً لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً؛ إِلَّا مَا أُشْـرِبَ مِنْ هَوَاهُ).
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عَنْهُ: هَلَكَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ قَلْبُهُ المَعْرُوفَ، وَيُنْكِرْ قَلْبُهُ المُنْكَرَ.
واختلال العبادات القلبية، قد يهدم العبادات التي تتعلق بالجوارح، فالإخلاص عمل قلبي، إذا زال من قلب العبد، فإن إيمانه يضمحل، و يختل، وذلك العمل الذي خالطه الرياء يكون باطلاً؛ فالله طيب لا يقبل طيباً كما قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ).