بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن الإيقاع بين الناس من الأمور التي نهى عنها الشرع وحذر منها ومن مغبتها ولها أشكال وأنواع فقد تكون بين الزوجين وقد تكون بين الأصحاب والأصدقاء، ولا شك أنها تدخل في عموم الفتنة “والفتنة أكبر من القتل”
ويشير القرآن إلى أن الإيقاع بين الناس من الأعمال الشيطانية مستخدما لها وسيلة المخدرات “إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر”.
واعتبر القرآن الكريم ما يقوم به الملكان هاروت وماروت من تعليم ما يفرقون به بين المرء وزوجه فتنه: “وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه”.
وذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن إفساد ذات البين بالإيقاع تحلق الدين ففي الحديث: “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى، قال إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة” أبو داود والترمذي وقال ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال هي الحالقة لا أقول هي تحلق الشعر ولكن تحلق الدين.
وقد يكون الإيقاع بين الناس بالتحريش، أو بالنميمة، أو بالغيبة، وكل ذلك محظور شرعا، ولا تتعاطاها النفوس الأبية، وفي حديث حديفة: “لا يدخل الجنة نمام” أخرجه البخاري ومسلم، وفي آخر(عن أبي هريرة): “تجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” أخرجه البخاري ومسلم، وإلى هذا الفئة من الناس تشير الآية الكريمة: “هماز مشاء بنميم”.
وورد في الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن التحريش بين الحيوانات، ويدل هذا -على ضعف في الحديث- شمولية المنهج الإسلامي وسمو تشريعاته لجميع مكونات الكون، فيما في ذلك الجمادات والحيوان.