قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ويل للعرب من شر قد اقترب، من فتنة عمياء صماء بكماء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ويل للساعي فيها من الله تعالى يوم القيامة).وجاء في الحديث الآخر : ( إياكم والفتن، فإن للسان فيها مثل وقع السيف)،وأيضًا جاء في الحديث ( وليكن حلس بيته، وليكف لسانه ويده) ، ومما يستفاد من هذه التوجيهات النبوية الكريمة ما يلي:
1. إن فيها إثبات معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان لعظم شفقته على أمته.
2. أهمية التنبيه على الفتن، والتحذير منها قبل وقوعها وتفاقمها واستفحال أمرها.
3. التوجيه بالكف عن مقاربة الفتن، فضلا عن الخوض فيها بالجوارح، فإن ذلك مما يشعل فتيلتها ويوسع دائرتها.
4. إن الناس في الخيرية في وقت الفتن على طبقات أعلاها وأفضلها المباعد لها، فكلما كان العبد أبعد كان أفضل وأقرب إلى الخيرية.
5. أهمية تنمية الوازع الديني، وعدم الاعتماد في مواجهة الفتن على الأسباب المادية سواء في التشخبص أو العلاج.
6. أن المرجع الآمن في الفتن بعد الله عز وجل ، إنما هو فيما جاء عن رسول الله وورثته من بعده.
7. أن من سمات الفتن وعلاماتها أنها تتسم بالغموض والخفاء، وتوقع الفرد في الحيرة والاضطراب والتردد.
8. أنه في الغالب ما يلحق الخائضين في الفتن العمى والصمم عن الحق.
9. خطورة الشائعات وكثرة القيل والقال وقت الفتن، وأنها أخطر من السيف والسلاح.
10. ضرورة إيجاد الموانع والعوازل الحسية والمعنوية الواقية بين الفرد والفتن، والتي منها لزوم البيت وعدم الظهور وقت الفتنة، فضلا عن التظاهر بها.
11. شدة العقوبة في الآخرة لمن يكون له في الفتنة سعي، بأي شكل من الأشكال الظاهرة والباطنة، فقد توعد ب ( ويل ) وهو واد في جهنم ولو سيرت فيه جبال لذابت ، من شدة حره وبعد قعره جزاء وفاقا. كما فسره شرح الحديث.
اللهم جنبا الفتن ما ظهر منها وما بطن وارحم الأمة واكشف الغمة وول علينا خيارنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.