هذه قاعدة لمعرفة وقياس مقدار المفارقات الحقيقية بين الناس.
وقياس ذاتي لمعرفة مقدار الفارق بين الفرد وبين غيره من الناس.
فالأخلاق قياس عظيم.
وقد تحقق للنبي صلى الله عليه وسلم كمال الأخلاق، فكان أحسن الناس وسيدهم، قال تعالى (وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم)وذلك لكمال دينه صلى الله عليه وسلم
وكلما تكاملت أو قربت أخلاق الفرد من الكمال كلما دل ذلك على زيادة دينه في نفسه.
.وهذا يدل على أن الأخلاق انعكاس أو ثمرة لقوة الدين عند الإنسان، وأنه بقدر قوة دينه تتقوى أخلاقه، ويصبح مظهر دينه في أخلاقه التي هي جمال المرء وزينته الحقيقية.
ذلك أن الإنسان لا يمكن أن يصل من قَطَعَه ويُعْطِ مَن حرمه ويعفو عمن ظلمه، إلا وهو قوي الإيمان، فيرجو من الله تعالى ما لا يرجوه من المخلوقين. ويتعامل معهم من مقتضى الدين لا من مقتضى المصالح أو حقوقه التي له عند غيره.
وتأمل قوله تعالى (فإذ الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)
فَقِسْ نفسك على غيرك بأخلاقك.
اللهم يا رزاق ارزقنا حُسن الأخلاق وأجرنا من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.