لقد حثَّنا دين الإسلام العظيم على إعطاء الحقوق لأصحابها مَن كانوا وحيثما كانوا، ومن ذلك إعطاء الطريق حقه، والتي منها إعطاء مستعمل الطريق حقه من المرور والكَفِّ عن مضايقته أو التسبب في إلحاق الأذى به أو بسيارته، أو بأولاده.
وقد عالج منهج الإسلام في أسلوبه التربوي ذلك بنصوص عديدة، ويجمعها قوله عليه الصلاة والسلام(أعطوا الطريق حقه) وقوله صلى الله عليه وسلم(المسلم مَن سَلِمَ المسلمون مِن لسانه ويده) وقيادة السيارة في الطريق من أعمال الأيدي وتصرفات الفكر، وقال صلى الله عليه وسلم(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
فكما أننا لا نحب من يزهقَ أنفسنا وأهلينا فيلزمنا أن لا نتسبب في ذلك، وكما أننا لا نحب من يتسبب في تَيَتُّمِ أبنائنا ويُرَمِّلُ نسائنا فيلزمنا أن لا نتسبب في ذلك ، وكما أننا لا نحب من يتسبب في تدمير ممتلكاتنا وسياراتنا فيلزمنا أن نحفظ للناس ممتلكاتهم.
وهذا يتطلب تربية النفس على آداب الطريق وحفظ حقوق الآخرين، وأن لا نجعل للعجلة سبب في هدم أخلاق الطريق.
كما يتطلب هذا الأمر تربية النفس على أن نكون قدوة في أخلاق الطريق، فيقتدي بنا غيرنا، فتزداد حسناتنا باتباع غيرنا لأخلاقنا وآدابنا.
إن قائد السيارة قد يكون معلماً للآخرين كيف يكونون أثناء القيادة ، وكيف يتحلون بالصبر والأناة عند ضيق المكان وازدحام الطريق.
وهذا الموضوع يتطلب حفظ حقوق المسلمين بعدم إعطاء الأبناء ممن لم يبلغ سن الرشد والتعقل ما يسعى به إلى تيتم أبناء الآخرين، وإذا بلغوا ذلك حذَّرُوهم مِن أن يكونوا سبباً في إدخال الشر أو الألم والحسرة على الآخرين.