نهى الإسلام عن كل ما من شأنه إحداث الضجيج والضوضاء والصخب ، وأمر بعدم رفع الأصوات عن القدر المعتاد لما يترتب على ذلك من إيذاء للآخرين ، وإخلال براحتهم ، وتلويث مباشر أو غير مباشر لصفو حياتهم ، وقد جاء الأمر بذلك في قوله تعالى : ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) .
كما صح عن أبي موسى الأشعري أنه قال : ” كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في سفر ، فكنا إذا علونا كَـبَّـرْنا ، فقال : ( اربِعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائباً ، تدعون سميعاً بصيراً قريباً ) ” .
والمعنى أن منهج الدين الإسلامي ممثلا في الهدي النبوي المبارك ينهى الإنسان المسلم عن رفع الصوت وإحداث الجلبة والضجيج حتى عند الدعاء والذكر ، فكيف بباقي الأحوال الأخرى في حياة الإنسان اليومية ، وما ذلك إلا لأهمية المحافظة على الهدوء والسكينة في حياة المجتمع المسلم وبيئته التي يعيش فيها ، وبذلك يتمكن الجميع من أداء أعمالهم والقيام بواجباتهم ، والاستمتاع بأوقات راحتهم ، وعدم الإنزعاج أو القلق من الأصوات العالية والضوضاء التي أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أنها تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض التي قد تنتهي بالجنون أو الوفاة . فمن الممكن أن يفقد الإنسان قدرته على التركيز الذهني ، وبذلك يقل إنتاجه الفكري ، وتكثر الأخطاء.
كذلك يؤدي الضجيج إلى إصابة الإنسان بالاكتئاب أو بأورام سرطانية قاتلة ، هذا بالإضافة إلى إصابة الإنسان بأمراض الأذن ، وتهيج الأعصاب وربما تلفها .