تفيد هذه القاعدة الخلقية أن من مواصفات الكريم، أنه لا يتعقب ويمحص الأمور التي قد تحرج الغير، أو التي مطلعها يكفي عن توابعها، ما لم تكن هناك مصلحة راجحة في ذلك.
كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته لما أسَرََّ لإحداهن حديثا فنبأت به، فعَرَّف بعضه وأعرض عن بعض، كما قال تعالى (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا، فلما نبأت به وأظهره الله عليه، عَرَّف بعضه وأعرض عن بعض) وكما قال يوسف عليه السلام لأخوته (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الر احمين) فلم يبحث عن كيفية تخطيط ذلك الأمر.
تفيد هذه القاعدة، أن على المتربي أن يجاهد نفسه على حفظ ماء الوجه للآخرين، وأن لا يتقعر في كشف بواطن ودواعي ما لا يلزم أن يعرفه.
وتفيد هذه القاعدة أن معرفة الكرام تظهر من صفاتهم السلوكية، بما يعين المرء على معرفة الآخرين.