قال ابن مسعود رضي الله عنه (إن للقلوب نشاطاً وإقبالاً. وإن لها تولية وإدباراً. فحدثوا الناس ما أقبلوا عليكم)
يمثل كلام الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود قاعدة تربوية عظيمة المعاني والأثر في مجال التعليم والوعظ والقصص، وفي التحاور والتواصل اللفظي بين البشر.
ففي هذه القاعدة بيان لطبيعة القلوب في الإقبال نحو الناس وحديثهم وتعليمهم وتوجيههم. فللقلوب نشاط وحيوية يدفعها للاستماع والإفادة، فيحصل منها الإقبال على التعلم والعلم والتحاور والاستماع. وتارة يحصل لها التولي والإدبار نتيجة ضعف النشاط والحيوية.
فلا تنزعج أيها الإنسان عندما يحصل لك نوع من الإدبار، فإنما هي سويعات، فاصبر لها ولا تكره نفسك على ضدها.
ولا تنزعج أيها الداعية وأيها المربي عندما ترى أحيانا من طلابك أو من بعضهم نوعا من الفتور، فإنه أمر طبيعي. فما عليك إلا أن تنزع وتتوقف، وتقوم بعملية تنشيطية.
كما تفيد هذه القاعدة أنك تعرف أيها المربي والداعية إقبال الناس عليك من قبولهم لحديثك في نظراتهم وحركاتهم، وتعرف إدبارهم من نفس ما يظهر عليهم.