هذه قاعدة تعين في السياسة الإدارية والعلاقات الاجتماعية والأسرية، ذلك أن منبعها من إدراك الطبائع البشرية، وما قد يغلب عليها في رؤيتها لذاتها.
وهذه الرؤية تلزم المرء أن يتوقعها فيمن يتعامل معهم، ولا يلزم أن تكون عند كل أحد من الناس.
وفي القدرة على توظيف تلك الطبائع واستثمارها في الأصدقاء والأعوان ما يحقق بناء المواقف والفعال؛ وتحريك العقول والقدرات، إضافة إلى أنّ عدم الاكتراث بها يهدم التفاعل البناء؛ ويحرم جني ثمار القدرات عند الناس، ويمنع إطفاء نار العداوات والبغضاء. ذلك أن الإنسان تغلب عليه الثقة في فكره وتدبيره؛ وإن حال عن الإفصاح بها بعض مواضع الأحوال كالخوف والخجل وغيرها من الأسباب، ويؤكد حقيقة ذلك خلواته التي يفصح لنفسه فيها عن اعترافه بالأخطاء وإن تعند التمس لها العذر بتلبيس غيره الأسباب، وكذلك من مؤكدات هذا أنه يرسم في ذهنه القدرة على إزالة مشكلات العالم من العقبات، ولو أُسند الأمر إليه لعالج معضلات الأعمال. وإن ما يمنع إصلاحها عدم الإلتفات إلى ما عنده من الحلول والأفكار.
ولذلك يرى أنه أساس في كل ما تربطه به علاقة من الأعمال والاجتماعات واتخاذ القرارات في دائرة المهنة والأصدقاء وغيرها من ميادين الحياة. وبالتالي فإن تخطيه خطأ لا تعالجه الاعتذارات. فيلزم أخذ ذلك في الاعتبار عند التعامل مع الأشخاص.
وفي إدراك هذه الطبائع حظ من النجاح مع الناس: في الإدارة والمهن والأعمال، والأسرة والرفقة وجميع اجتماعات الناس؛ خاصة عند تداول الرأي بين الإخلاء والزملاء. وهو توفيق محض من الله تعالى الهادي للخير والصلاح.
وتحقيق ذلك يتطلب بعد توفيق العزيز الوهاب قدراً من الأخذ بالأسباب، مُجْمَلَةٌ في خمسة من الأسباب:
1ــ احترام الشركاء والرفقة والأعوان والزملاء في الأعمال وغيرها من مقتضيات الأسباب، خاصة عند اتخاذ الكبير من القرارات.
2ــ تجنب استصغار الأفراد، مهما صغرت مكانتهم عند بعض الناس.
3ــ إشراكهم بما يحقق الأهداف والغايات، كل بحسب ما يخصه ويعنيه.
4ــ الحذر من مغبة تجاهلهم لما تؤدي من بث روح التقاعس والإخفاق، وإشعال نار العداوة والبغضاء، وتعطيل تحقيق الأهداف.
5ــ كسب الوداد منهم بالمشاركة يعزز تحقيق الأهداف، ويقفز بالنجاح درجات ومسافات.
احتواء الناس من خلال معرفة الطبائع البشرية يحقق قدراً كبيراً من التواد الذي ينعكس على التعاضد ويحقق النجاح، ويدفع الشرور والعداوات.
اللهم وفقنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. وارزقنا الإخلاص لك في كل وقت وحين.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.