قال تعالى ( إنا كفيناك المستهزئين )
لقد أوذي الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته إيذاء عظيماً، وابتلي ابتلاء شديدا، فقد رماه الأعداء بالسحر والكهانة والجنون , ورموا علية الأذى، ووضع الشوك في طريقه، وقاتلوه , واستخدموا كل أنواع الأذى، حتى الحصار الاقتصادي والاجتماعي عندما حوصر صلى الله علية وسلم في الشعب. ومع كل ذلك نصره الله تعالى , وكفاه الله شر استهزائهم، كما قال تعالى( إنا كفيناك المستهزئين ) الحجر 95
وهذه ألآية الكريمة تحمل وعداً من الله تبارك وتعالى، بأنة قد كفاه المستهزئين، وكفاية الله تعالى بما شاء من العقوبة أمر عظيم، ووعد صادق من العزيز الجبار.
وما تظاهر أحد يستهزئ برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أهلكه الله تبارك وتعالى وقتله شر قتله , يقول أنس ( مر الرسول صلى الله عليه وسلم فغمزه بعضهم فجاء جبريل فغمزهم فوقع في أجسادهم كهيئة الطعنة. فماتوا )
ولئن ظهر الاستهزاء اليوم من الكافرين في دولة الدنمرك وغيرها , فإنما هو علامة من علامات الهلاك للقوم المجرمين , وعلامة اقتراب زوالهم كما زالت مملكة كسرا عندما استهزءوا برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم فضاعت مملكتهم . فيا أيها المسلم ماذا أنت فاعل لنصرة رسولك صلى الله عليه وسلم ؟ وإليك شيئا منها لتربي نفسك وأهلك ومن لك حق رعايتهم وتوجيههم.
· فيا أيها المسلم احرص على سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، فهذا أقوى و أنكأ عليهم من كل شيء، لأن سبب استهزائهم ما يرون من انتشار الإسلام، وما استهزاؤهم إلا لرؤيتهم انتشار الحجاب والتدين بين المسلمين، وكثرة الداخلين في دين الله تعالى .
· ويا أيها المسلم أدعو إلى سبيل ربك بالموعظة الحسنة، ليكثر العابدون لله تعالى، فتقتلهم غيظاً وهم أحياء بانتشار دين الله تعالى .
· ويا أيها المسلم استغل الوسائل المتاحة لنشر دين الله تعالى، وساهم في تربية الأمة على منهج الله تعالى, فإن ذلك يقتلهم حسرة وهم أحياء.
· يا أيها المسلم إن أعظم ما تنتصر به على أعداء الإسلام هو قوتك الدينية في نفسك وأهلك ومجتمعك .
· واعلم يا أيها المسلم أن انتصار هذه الأمة يكون بنصرة الله تعالى، وذلك بطاعته و تكثير سواد الأمة , وتخليصها من الشرك ومنكرات الأخلاق. ولا يكون ذلك إلا بالعلم والدعوة الحسنة، واتخاذ المهنة التي ترفع شأن المسلم وتتقوى بها الأمة اقتصادياً .
· يا أيها المسلم استغل هذه الفرصة التي جعلت الكافرين والمسلمين يشتغلون بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أكثر تلك الفرص، سواء بين المسلمين بإثارة حماسهم نحو قراءة سيرته والتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم، أو بين الكافرين بتعريفهم لهذا الدين وحقيقة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تترك الفرصة تمر دون استفادتك منها. وخاصة أن وسائل التواصل مع الناس أصبحت يسيرة والحمد لله رب العالمين.
· يا أيها المسلم لا تستعجل العقوبة , ولا تستعجل النصر على الأعداء فلله الحكم والحكمة البالغة . والحمد لله حين يقضي ويحكم .