عشرون فائدة من أحاديث تسوية الصفوف في الصلاة
في السنة النبوية الشريفة الكثير من التوجيهات التربوية، والتي نحتاجها في مسيرتنا التربوية والتعليمة المعاصرة، وكثير منها يغفل الناس عن إدراكها، ومن بين ذلك ما تضمنته أحاديثه الواردة في تسوية الصفوف فمنها:
أولاً: السمو بالنفس، وإعلاءها (ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها)
ثانياً: شحذ الهمم إلى التنافس الشريف (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا لاستهموا)
ثالثاً: سد الأبواب المفضية إلى إفساد أخلاق المجتمع (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها(
رابعاً: تربية الأمة على التعويل على التلقي وعدم الاسترسال في الاجتهاد فهذا حبر الأمة يبيت
عند خالته ميمونة فيقوم عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، فيحوله ليمينه.
خامساً: تعظيم العقول الواعية، وتبجيل أصحاب العلم والفضل، وتعريف المجتمع بمكانتهم
الاجتماعية ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهي(
سادساً: إن الجزاء من جنس العمل، ويدان المرء كما يدين، والمرء حيث وضع نفسه، وأن قصد التأخرالشكلي يورث التأخير الفعلي، ففي الحديث:(لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله(
سابعاً: سلوك الإنسان في الظاهر نتاج لما يعتقده في الباطن، وأخلاقياته في التعامل العلني تتأثر بما تضمره نفسه، ولهذا يقول ابن القيم الجوزيه ( أصل الخير والشر منبعه من الفكر)، وأحاديث الصفوف تدل على أن الباطن أيضا يتأثر بالظاهر، ( استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم) ما يوضح حتمية التلازم بين المظهر والمخبئ، وأن كلا منها يتأثر بالآخر.
ثامناً: من فوائد أحاديث الصفوف أنها توقف المصلي على أهمية التربية بيان الهدف، وأن هذا
النوع من التربية أسلوب نبوي يصلح في توجيه الفاهم إلى الهدف المقصود، ولهذا فإن النبي
صلى الله عليه وسلم يقول في الصفوف: (سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)ويقول: (من وصل الصف وصله الله ومن قطع الصف قطعه الله(
تاسعاً: يستفاد من أحاديث تسوية الصفوف في الصلاة أهمية فطنة الإمام ويقظته، وتنبهه لأحداث
المأمومين في الصف،( أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري)
العاشر: تفيد أحاديث تسوية الصفوف في الصلاة إمكانية التعليم في كل وقت، وانتهاز الفرص
المواتية في توجيه المتعلم، وإن المعلم الفطن لا يهمل الفرصة السانحة في إرشاد المتلقي،
فقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ويوجههم أكثر من مرة بين الإفامة والصلاة وهم
صفوف.
الحادي عشر: من فوائد الأحاديث الثقة بالمتعلم، وخاصة إذا رأى منهم نجابة وتكرر منه التوجيه
الصحيح ( حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه)
الثاني عشر: استعمال ألفاظ العموم في التوجيه من المضامين التربوية التي احتوتها أحاديث الصفوف،
(فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال عباد الله لتسون صفوفكم)
الثالث عشر: أهمية تأكيد التوجيهات النظرية بالتطبيقات العملية، وضرورته في مجالات التعليم، فقد
كان لا يكتفي بالقول والتعليم اللفظي بل كان صلى الله عليه وسلم كما يقول البراء يتخلل
الصف.
الرابع عشر: من أساسيات التعليم الجيد، وأولى أركان التوجيه الصحيح، العطف بالمتعلم، واحترامهم
وتقديرهم، وفي أحاديث ا لصفوف يقول الصحابي:(يمسح صدورنا ومناكبنا)
الخامس عشر: الحوافز التعليمية سواء المعنوية والعينية لها تأثيرها النفسي الكبير على تحصيل المتعلم، واشتملت الأحاديث في الصفوف على الكثير من الحوافز المعنوية، فمرة يقول عباد
الله، ومرة يشبههم بالملائكة في تسويتهم للصفوف، ومرة أخرى يقول: (إن الله وملائكته
يصلون على الصفوف الأول)
السادس عشر: توثيق مبدأ التراحم الأخوي، وتوطيد عرى الأخوة الإيمانية تتجلى في الصفوف، وتؤكده
السنة القولية فيه فكان من بين ما قاله صلى الله عليه وسلم: (ولينوا بأيدي إخوانكم)
السابع عشر: محاربة جميع ما يسبب إضعاف كلمة المسلمين، ووحدة صفهم مبدأ دأبت التربية الإسلامية
على التأكيد عليه، وفي أحاديث الصفوف ( وسدوا الخلل) ويقول: ( ولا تذروا فرجات
للشيطان) وجاء النهي عن صلاة الرجل وحده خلف الصف، والنهي عن الصف بين السواري.
الثامن عشر: تعظيم أماكن الصلاة والعبادة، وبيان حرمته، والتأكيد على أفضليته مما جاءت به
أحاديث الصفوف ففيه: ( وإياكم وهيشات الأسواق(
التاسع عشر: النصح الفوري للأخطاء ما أمكن، لان الأمور إذا تمكنت عسرت إزالتها، وهذا في تحويله ابن عباس من يساره إلى يمينه، ومن غير واحد من توجيهاته الصفية.
العشرون: في أحاديث تسوية الصفوف في الصلاة توضيخ لمكانة الإمام، وتأكيد لمهامه الاجتماعية،
فهو إمام صلاة وعليه تسوية الصفوف والتأكد من ذلك، كل ذلك ضمن التوجيهات النبوية لعملية
الإمامة في الصلاة.
والله أعلم وصل الله وسلم على نبيه محمد وآله وصحبه وسلم