صلاح الإنسان بصلاح القلب:
فالقلب له أثر كبير في حياة الإنسان فبصلاحه تصلح الأعضاء و تستقيم الجوارح، وتستقيم أحوال الإنسان، وأموره في هذه الحياة، بل إن صلاح العالم وفساده يكون بحسب حركة الإنسان في الحياة، الذي إن صلح ذلك القلب صلح الإنسان، وبالتالي صلح العالم بأسره، عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشَيرٍ رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّٰهِ صلى الله عليه وسلم : «… أَلا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ»(، فإن كان القلب صالحا ليس فيه إلا إرادة اللٰه وإرادة ما يريده، لم تنبعث الجوارح إلا فيما يريده اللٰه تعالى، فسارعت إلى ما فيه رضاه، وكفت عما يكرهه ويأباه، فصلح اللسان وصلحت العين و الأذن، وسائر الجوارح.
عن أبي هريرة رضي الله عنه “القلب ملك، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث القلب خبثت جنوده”.
” القلب مَلِكُ الأعضاء، وبقية الأعضاء جنوده، وهم مع هذا جنودٌ طائعون له، منبعثون في طاعته، وتنفيذ أوامره، لا يخالفونه في شيء من ذلك، فإن كان الملك صالحاً كانت هذه الجنود صالحةً، وإن كان فاسداً كانت جنوده بهذه المثابة فاسدةً”.
وقال ابن القيم /: ” ولما كان القلب لهذه الأعضاء كالملك المتصرف في الجنود، الذي تصدر كلها عن أمره، فهو ملكها وهي المنفذة لما يأمرها به، القابلة لما يأتيها من هديته، ولا يستقيم لها شيء من أعمالها حتى تصدر عن قصده ونيته، وهو المسؤول عنها كلها، لأن كل راع مسؤول عن رعيته، كان الاهتمام بتصحيحه وتسديده، أولى ما اعتمد عليه السالكون، والنظر في أمراضه وعلاجه، أهم ما تنسك به الناسكون”