الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد ؛
فأرى أن تصرف الأب جيد على وجه العموم ؛ حيث إنه تقبل الأمر في البداية ، وهذا يُعطي مؤشراً جيداً لاستعداده لقبول ما تطلبه أسرته منه ، ثم لأنه عندما رفض واعترض جاء رفضه بطريقةٍ لطيفة وغير عنيفة ، ومرفقة بالمُبرر المناسب الذي يراه والمُتمثل في أنه يُعارض فكرة إقامة حفلات الفصول في المدارس على حساب الآباء ، وهذا هو الأمر الصحيح الذي يجب أن تتنبه له الأُسر في مجتمعنا ؛ لأن هناك من الأُسر من تستطيع دفع هذا المبلغ ؛ ولكن هناك أسراً لا تستطيع ، فماذا يفعل الآباء تجاه طلبات الأبناء لمثل هذا الأمر ؟
= ثم كم مرةٍ ستتكرر هذه الطلبات ؟
= وإذا كان للأُسرة أكثر من طفل في أكثر من فصل فهل سيدفعون لهم جميعاً ؟
والذي أراه أن على الأم أن ترفض ( بلطف ) إعطاء الطفلة المبلغ لأن والدها الذي هو رب الأسرة غير موافق على ذلك ، ولا يحق لها أن تُخالف رغبته ولو في هذه الجزئية التي قد يراها البعض سهلة . ولأن الأم إذا ما أعطت طفلتها هذا المبلغ فسيترتب عليه نتائج سلبية كثيرة ؛ فقد تنظر الطفلة إلى والدها بعدم الرضا عن تصرفه ، وقد تعد ذلك عدم حبٍ لها ، وربما كان ذلك سبباً لاعتمادها ( المستقبلي ) على والدتها في مثل ذلك الأمر وغيره ، ثم لآن في ذلك ازدواجية في تكوين الصورة عند الطفلة نحو الأسرة ، ونحو صاحب القرار فيها .
وهنا أتمنى أن تُبادر الأُم بالإسهام الإيجابي في حل المشكلة عن طريق الاتصال أو الذهاب للمدرسة ، والالتقاء بالمعلمة أو المديرة وشرح وجهة النظر الأُسرية لهن حتى يتفادين ذلك مستقبلاً ، ثم لأن ذلك الطلب من المدرسة للتبرع مخالفٌ لأنظمة ، وإن كان ظاهرةً موجودةً ومعلومة في مدارسنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .