تعتبر رابطة الجوار من أهم الروابط الاجتماعية في الإسلام, ولذلك اعتنى بها الرسول صلى الله عليه سلم أشد الاعتناء, وقد بيّن عليه الصلاة والسلام عددا من حقوق الجار تجاه جاره في قوله صلى الله عليه وسلم : (أتدري ما حق الجار؟ إذا استعانك فأعنته, وإذا استقرضك أقرضته, وإذا افتقر عدت عليه, وإذا مرض عدته, وإذا أصابه خير هنّأته, وإذا أصابته مصيبة عزيته, وإذا مات اتبعت جنازته), فكل هذه الحقوق واجبة على المسلم أن يقوم بأدائها تجاه جاره, حيث إن الإسلام قسم حقوق الجوار ثلاثة أقسام؛ جار له ثلاثة حقوق, ومنهم من له حقان, ومنهم من له حق؛ فأما الذي له ثلاثة حقوق, فالجار المسلم القريب, له حق الجار, وحق الإسلام, وحق القرابة, وأما الذي له حقان, فالجار المسلم, له حق الجوار وحق الإسلام, وأما الذي له حق واحد فالجار الكافر له حق الجوار.
قال تعالى:(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخور) كما يؤكد صلى الله عليه وسلم بأسلوب قطعي على أهمية رعاية الجوار, ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه).
وفي صلته يقول صلى الله عليه و سلم : (ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع).
وفي كف الاعتداء يقول عليه الصلاة والسلام :(والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, والله لا يؤمن, قيل من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه).
وفي الإحسان يقول عليه الصلاة والسلام : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره) .