اعلم أخي أن التهنئة بالعيد تعتبر من باب التحية ، ولا تتم التحية إلا بالمصافحة ، الذكر مع الذكر كبيرا أو صغيرا ، والأنثى مع الأنثى كذلك ،وفي ذلك قال البراء ابن عازب : <<من تمام التحية أن تصافح أخاك >>. أخرجه البخاري في الأدب المفرد قال: حدثنا محمد بن الصباح قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا ، عن أبي جعفر الفراء ، عن عبد الله بن يزيد عن البراء فذكره ..
قلت :وهو صحيح الإسناد موقوفا،ورواه الترمذي وغيره مرفوعا ولا يصح. وقال عبد الله بن مسعود : من تمام التحية المصافحة. وصافح حماد بن زيد ابن المبارك بيديه.ذكرهما البغوي في شرح السنة [ج13/290].
وأثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخرجه الترمذي مرفوعا بلفظ << من تمام التحية الأخذ باليد >> وفي سنده ضعف ، وحكى الترمذي عن البخاري أنه رجح أنه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد التابعين .أنظر ضعيف الترمذي [514]والضعيفة [2691].
وقال البراء بن عازب قال رسول الله : << ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا >> صحيح، أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد وابن عدي ، والبغوي في شرح السنة [ح3316] أنظر السلسلة الصحيحة ( ح525 ).
والمصافحة جاءت فيها أحاديث صحيحة ، وأول من جاء بها هم أهل اليمن ، فقد أخرج البخاري في كتابه الأدب المفرد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما جاء أهل اليمن ، قال النبي : << قد أقبل أهل اليمن ، وهم أرق قلوبا منكم ، فهم أول من جاء بالمصافحة. صحيح أنظر السلسلة الصحيحة (ح 527 ).
وعن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ، وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر>>.صحيح أخرجه المنذري والهيثمي من رواية الطبراني في الأوسط وذلك ببسب أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه وهو جنب فمد النبي يده ليصافحه فرفض حذيفة ثلاثا، وتعلل بأنه جنب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره ..>> فذكره أنظر الصحيحة(ح526).
(4) وقال قتادة : قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه : هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله ، قال :نعم. أخرجه البخاري ( ح 6273 ) أنظر صحيح الترمذي (ح 2196 ).
قال الحافظ ابن حجر الفتح [ 11 /55]عند حديث أنس أكانت المصافحة: قال بن بطال المصافحة حسنة عند عامة العلماء وقد استحبها مالك بعد كراهته. وقال النووي: المصافحة سنة مجمع عليها عند التلاقي. وقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي عن البراء رفعه[ ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ] وزاد فيه ابن السني [ وتكاشرا بود ونصيحة ] وفي رواية لأبي داود [ وحمدا الله واستغفراه].
وأخرج أحمد وأبو داود من طريق رجل من عنزة لم يسم قال: قلت: لأبي ذر هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصافحكم إذا لقيتموه . قال: << ما لقيته قط إلا صافحني..>>.ورجاله ثقات إلا هذا الرجل الذي لم يسم . وأخرجه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح كما قال المنذري [3/270]والهيثمي [8/36] من حديث أنس كانوا إذا تلاقوا تصافحوا …
وقال الشعبي : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [ يصافح بعضهم بعضا]. شرح السنة للبغوي [13/292]
قلت : والخلاصة أن المصافحة مشروعة عند اللقاء ، وكذلك عند الافتراق لقوله صلى الله عليه وسلم :<< وليست الأولى بأحق من الثانية >> صححه الشيخ الألباني في الصحيحة
وللموضوع بقية