إن من أهم ركائز التربية الإسلامية في منهجها العظيم إزالة العقوق الذي قد يحدث مع الوالدين من الأبناء، والتي قد تكون بالكلمة الجافية أو النظرة الحارة، أو الحركة الجسمية الساقطة، أو الفعل الذي يترفع القلم عن ذكره على أنظار القارئ الكريم.
أولئك الذين قال الله تعالى في حقوقهم لو كانوا مشركين (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً)
فمصاحبتهما في الدنيا بالمعروف حق واجب ولو كانا مشركين فكيف إذا كانا مسلمَين !.
بل إن عقوقهما من الكبائر كما قال صلى الله عليه وسلم (الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس).
وإن من أبرز أسباب عقوق الوالدين :
ــ عدم التربية على ممارسة الخوف من الله تعالى، وطاعته بالتربية العملية.
ــ وجود القدوة السيئة التي لا تهتم بالآداب الخاصة بالوالدين.
ــ تهاون الوالدين في التمسك بالحقوق والتنازل عن بعضها لإرضاء الأبناء، فتـتَفَصَّدُ عروة عروة.
ــ عدم رؤية الأبناء لبر والديهم في أجدادهم، وربما رأوا العقوق منهم.
ــ الجهل بمخاطر العقوق الدنيوية والأخروية.
ومن أبرز طرق الأَعْلِجَة وأقواها:
ــ التذكير بما في القرآن من الآيات العظيمات في بر الوالدين، قال تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلغن عندك الكِبَرُ أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذُّلِّ من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً).
ــ الإدراك الجيد لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، قال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عندما سأل : أيُّ العمل أحب إلى الله عزَّ وجلّ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (الصلاة على وقتها)، قال : ثُم أيُّ ؟ . فقال صلى الله عليه وسلم (بر الوالدين). قال: ثم أيُّ؟، فقال عليه الصلة والسلام(الجهاد في سبيل الله).
ــ مطالعة سير الصالحين البارين بوالديهم.
ــ مساعدة الوالدين للأبناء على البر، بأن لا يكلفوهم بما لا يستطيعون، وأن يتجنبوا المواقف التي قد تؤدي بالابن إلى العقوق.
ــ الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى بإصلاح الولد.
وهذا مختصر والحديث في هذا يطول.