يعيش التربويون الحياة التربوية الخاصة داخل الحياة الإسلامية العامة في تعلم وتربية وعبادة، فالحياة التربوية في ظل اسم الله الحي تظهر في الجوانب التالية:
الجوانب المعرفية:
أولا: الحي اسم من أسماء الله الحسنى والحياة صفة من صفات الله تعالى، يجب احترامها وتقديسها.
ثانياً: الكمال في الحياة الربانية مقترن بالكمال في جميع الصفات الربانية الأخرى، وقد اقتضت الحكمة أن يكون اسم الله الحي في أعظم آية من كتاب الله، آية الكرسي.
ثالثا: أفعال الله عز وجل الظاهرة في هذا الكون مستمدة من الحياة الربانية الدائمة، كما قال تعالى (إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأن تؤفكون. فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم، وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون، وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون، وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون(الشمس والقمر المتدبر لهذه الآيات يحس ويشعر أن الحياة التي تدب في كل شي إنما هي مستمدة وجودها وذاتها من الحياة الربانية الكاملة.
الجوانب الوجدانية:
الأمل والرغبة والمحبة عناصر للعواطف الدافعة في النفس الإنسانية، والخوف والرهبة من عناصر العواطف الرادعة وكلاهما يحتاجها المربي في هذا المقام مع اسم الله الحي كي يتحقق له القرب والاتصال به سبحانه؛ فإن ذلك ينمي الشعور الفطري في تعلقه بالله، ويبعث فيه الأمل في توفيقه وهدايته وقبوله، وينمي في نفسه الرغبة في رحمته وغفرانه، والمحبة له صلى الله عليه وسلم قبل غيره، والخوف من عقابه وانتقامه، ولما كان الإجلال والتقديس من عناصر العواطف الممجدة؛ فإن وجدان المسلم يمتلئ إجلالاً له سبحانه؛ لحياته الدائمة الخالدة .
الجوانب السلوكية:
الحياة الفاعلة بالتربية هي الحياة ذات الممارسات الإيجابية المحققة لأهداف التربية الإسلامية الكبرى، وهي عبادة الله ونيل رضاه، والمربي الحي هو الذي يهتم بجميع الجوانب التربوية، فيكسب المتعلم المعرفة والمهارة والاتجاه الخلقي والسلوك الحميد