لقد أمرنا الله جلّ وعلا في محكم كتابه بالإحسان والعطف على اليتامى في كل زمان ومكان بل إنه سبحانه قد أخذ العهد والميثاق على الأمم قبلنا أن يحسنوا إلى اليتامى قال تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا). (سورة البقرة، آية رقم (83).
ولقد جعل سبحانه قهر اليتيم وزجره بأي صورة من صور الإيذاء من صفات مَن يكذب بالدين، قال تعالى(أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يَدُعُّ اليتيم ولا يَحُضُّ على طعام المسكين) سورة الماعون.
وإطعام اليتامى من أعظم صفات أهل الجنة، قال تعالى( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)سورة الإنسان، آية رقم(8).
وقد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الإحسان إلى اليتامى بأفصح عبارة، وابلغ أسلوب، فقال صلى الله عليه وسلم(أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة) وأشار بالسبابة والوسطى، قال ابن بطال “حق على مَن سمع هذا أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة أفضل من ذلك في الآخرة”.
وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل)أخرجه البخاري.
أخي الكريم: إن كان لديك شوق أن تكون مع سيِّد الأولين والآخرين، وقائد الغُرِّ المُحَجَّلين، فأدخل السرور على قلب يتيم..جفف دمعه..امسح رأسه..أكس بدنه..تبسَّم إليه أطعمه.
وإن أردت أن يلين قلبك وتدرك حاجتك، فاكفل اليتيم، واعطف عليه، واجبر كسره فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه، فقال له صلى الله عليه وسلم:(أتحب أن يلين وتدرك حاجتك، ارحم اليتيم ، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك).وفي رواية (أدن اليتيم منك، وألطفه، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، فإن ذلك يلين قلبك، وتدرك حاجتك) صحيح الجامع.
وإن تنشئة اليتيم التنشئة الصالحة من خلال المجتمع يغرس فيه حب المجتمع، والتفاني له، ويتعلم أفراده من بعضهم البعض كيف يتم التعامل مع اليتيم وكيف تكون رعايته وتوجيهه واحترامه وتقديره والأخذ بيده نحو الخير والفلاح.