إن من إشكاليات زمن التداخل الثقافي بين المجتمعات : التأثر الفكري بالطروحات المختلفة التي تؤدي إلى تحطيم أو إضعاف حفظ حقوق علماء الشريعة الإسلامية .
مما يترتب على ذلك : التمرد على العلماء والتشكيك في اجتهاداتهم، ومن ثم إضعاف قدرهم ومنـزلتهم في قلوب المسلمين ومن ثم يكون الاختلاف والاختراق للمجتمع الإسلامي، الذي لا يمكن إضعافه إلا من خلال إضعاف هذه العلاقة وبالتالي فإن مما يلزم الأخذ به في المجال التربوي هو تنشئة النفس على احترام وتقدير علماء الشريعة الربانيين وحفظ مكانتهم لأنهم ورثة الأنبياء كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(العلماء ورثة الأنبياء) وتكون تلك التربية بما يلي :
1 ـ الإشادة بهم لما يحملونه عن الله تعالى من نصوص الكتاب والسنة ومن فهمهم العميق لمضامين النصوص الشرعية .
2 ـ بيان منـزلتهم عند الله تعالى كما جاء في القرآن الكريم (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) .
3 ـ أن التنقص منهم إيذاء لهذا الدين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل (من عادا لي ولياً آذنته بالحرب) .
4 ـ أن اختلافهم في الفتيا أو في الرأي يكون محل تقدير واحترام؛ لأن بعض المسائل يسوغ فيها الاختلاف، فمن أصاب منهم فله الأجر، ومن أخطأ فنسأل الله تعالى له الخير، وواجبنا تجاه هذا الاختلاف : عدم التجريح لهم أو التشنيع عليهم فهم أعلم الناس بمراد الله تعالى، وكما أنهم بشر يجري عليهم ما يجري على غيرهم من الناس، إلا أنهم أكثر الناس تطبيقاً وفهماً وعلماً بمراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم .
5 ـ تربية النفس على عدم التحامل على أحدهم ضد الآخر إذا اختلفوا أو اختلفا في مسألة من المسائل .
6 ـ تربية النفس وتعليمها أن علماء الشريعة هم من أرحم الناس بالناس .
7 ـ أن العلماء يستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في جوف البحر، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
8 ـ الدعاء لهم في ظهر الغيب وعلى الملأ بين الناس ففضلهم علينا عظيم لأنهم نجوم الدجى وشموس الحق في الظلمات .