يرتبط التخلق بمكارم الأخلاق ارتباطاً وثيقاً بالإيمان، ويتأكد استمرارية أدائها والتخلق بأخلاق الإسلام بقوة الإيمان في أحلك المواقف وأصعبها.
فكلما قوي الإيمان قوي التمسك بمكارم الأخلاق والاستمرار عليه، ذلك أن الإيمان هو القوة العظيمة التي تتأسس عليها التربية الإيمانية، ولقد بيَّنَ ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً).
فالإيمان القلبي الاعتقادي تصدقه الجوارح بالأعمال واللسان بالألفاظ، والأخلاق دائرة بين الأعمال والألفاظ، فالكرم والشجاعة من الأعمال؛ والكلمة الطيبة من الألفاظ، فمن زادت أخلاقه وارتقت دليل على قوة إيمانه.
وقوة الإيمان تمنع ارتكاب المنكرات السلوكية، وتمنع التخلي عن الفضائل الخُلُقية.
وهذا يؤكد أهمية العناية بالتربية الإيمانية، إذ أنها ركيزة الفضائل الخُلُقية، بل ركيزة لكل طاعة ربانية، وسياجا عن كل معصيةٍ ودَنِـيَّـةٍ. كما أن إهمال تقوية الإيمان وحفظه مدعاة للتراخي الأخلاقي.
فالمؤمن بيوم الحساب والعقاب والثواب يقف عند حدود الله تعالى، كما قال تبارك وتعالى (إنَّ الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)
قال سعيد بن جُبَـير: هو الرجل يغضب الغضبة فيذكر الله فيكظم الغيظ، وقال الليث عن مجاهد: هو الرجل يهم بالذنب؛ فيذكر الله فيدعه. والغضب والشهوات مبدأ السيئات.
وهذا المعنى يؤكد أن تقوى الله تعالى سياج للمؤمن، فإذا هَمَّ بالذنب تذكر فأبصر فترك وهجر. إذ أن نـزغات شياطين الإنس والجن تحيط بالإنسان، وتزين له منكرات الأخلاق، وتهون عليه الفضائل الخُلُقية. والمؤمن هو الذي يتذكر فيخاف مقام ربه تبارك وتعالى.