تعتبر قضية الإجازة من القضايا التي تُشغل عقول الكثير من الناس من حيث أهدافها وأهميتها وطرق استثمارها، إذ البعض يعتقد أنها انقطاع للهو والمرح، والبعض يستثمرها في عمل جاد لا علاقة له بترويح النفس، والبعض يجهل استثمارها فيجد فيها الملل والكدر ويزداد ذلك في نهايتها.
والسبب في ذلك هو عدم الإدراك الصحيح لمفهوم الإجازة واستثمارها، وهذا الموضوع لا يطرح حلولاً جزئية ولكن يطرح إرشادات عامة في ذلك.
والفراغ في المنهج الإسلامي نعمة عظيمة يستغلها المرء فيما يعود عليه بالنفع في دنياه وآخرته، ولذلك يعتبر المفرط في فراغه مغبون بخسارته في الزمن لعدم استثماره، قال r(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
فالإجازة هي الانقطاع عن ما اعتاده الفرد، فالموظف في إجازته ينقطع عن العمل الذي اعتاده، ولكنه لا يكون في فراغ تام ، بل يقوم بأعمال أخرى، وكذلك الطلاب عندما يكونون في إجازة فإنهم ينقطعون عن ما اعتادوه من الانضباط في الاستيقاظ والذهاب للمدرسة أو الجامعة أو المعهد والقيام بأعمال علمية لازمة واجبة.
والإجازة في المفهوم التربوي هي الانقطاع عن العمل النظامي لممارسة غيره أو ممارسته مرة أخرى بحرية وصور متعددة مع ألوان أخرى من الأنشطة التي يحبها الفرد، وهذا يعني تحويل فراغ الإجازة إلى أنشطة تميل إليها النفس مع قدر من الحرية في ذلك، وأن تكون هادفة تحقق نمواً عقلياً وعلمياً أو مالياً أو جسمياً أو جميعها بحسب القدرات والميول وهذا يتطلب الآتي:
ــ تحديد أهداف صادقة وممكنة التحقيق في الإجازة.
ــ تحديد الآلية التي من خلالها يمكن إنفاذ وتحقيق تلك الأهداف.
ــ العزيمة الجازمة، والمباشرة الفعلية لذلك النشاط.
ــ إبعاد المعوقات الذاتية أو الخارجية مثل: أصدقاء التثبيط والتحبيط، وتصحيح مفهموم الإجازة.
ــ إضافة بعض الأنشطة التي تمنع الملل والكآبة والرتابة .
ــ التنسيق مع الأهل في مناشطهم الترويحية ومشاركتهم المشاركة الجادة.