قال الله تعالى (ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم. ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلتَ لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون)
هكذا صور لنا تبارك وتعالى مشهد حال أولئك الصحابة الذين لم يجدوا ما يقدمونه لجيش المسلمين، فرجعوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً على قلة ذات اليد، التي حرمتهم من المشاركة الفاعلة في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والمشهد يتكرر بألوان مختلفة، فالملايين تفيض أعينهم دمعاً وقلوبهم حسرة لانتفاء قدرتهم على مساعدة إخوانهم في غزة، غير الخروج في الشوارع بنداءات وصراخات، تنقلها عدسات التصوير.
ولئن توقفت الحالة والحيلة الفردية والجماعية عن المشاركة المباشرة فلا تنعدم المشاركة العظيمة بسلاح الدعاء والابتهال إلى الله تعالى، فربما دعوة صادقة مستجابة من قلب مؤمن تتفجر بها ينابيع الخير، ويندحر بها شر العدو وينهزم. (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) (لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر) عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } وقال : الدعاء هو العبادة وقرأ { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } إلى قوله { داخرين } (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد . فأكثروا الدعاء) .
ولئن انعدمت المشاركة المباشرة وحال دونها ما لا تشتهيه الأنفس، فإن المساعدات العينية، والقلمية، وعبر المنتديات والمواقع والإعلام لا تتوقف، ولا يحجبها سلطان العدو.
فكم نحتاج من ترجمة المقالات والموضوعات إلى العالم ليعرف حقيقة فلسطين التاريخية، وتجلية ما أصاب الأمة والعالم من نسيان الحقيقة الفلسطينية، وكذا غسل ما صنعه اللهو البشري الذي غيب الحقائق، وإعادة الحقيقة لأذهان أطفال الدنيا عن فلسطين وشعبها الذي اغتصبت أرضه عنوة وظلما .
إن تفكيرنا في مجالات الإغاثة للحاضر والمستقبل الفلسطيني تُلهبه وتشعله نار العدو على غزة، لتعود الجذوة إلى صحوتها ولهيبها وتوقدها.
اللهم عجل بنصر إخواننا في غزة، نصراً مؤزرا بجند من عندك.
اسم الكاتب: أ.د. خالد بن حامد الحازمي