لقد حَظِيَ التخطيط في القرآن الكريم والسنة النبوية بأهمية بالغة تضمنتها كثرة الأدلة التي تدل دلالة واضحة على العناية بالتخطيط، وأن من مقتضيات التخطيط هو الاستعداد للمستقبل بأخذ الأسباب الممكنة المشروعة مع التوكل على الله عزَّ وجَلّ في ذلك كله، فقد أمر الله جَلَّ وعلا في محكم كتابه المسلمين بأن يستعدوا لأعدائهم بكل أنواع القوة وأن يأخذوا الحيطة والحذر عند قتالهم وأن لا يتركوا الأمور تسير بلا استعداد و لا تخطيط وفي هذا يقول الله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) سورة الأنفال، آية رقم (60). يقول الإمام القرطبي (أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بإعداد القوة للأعداء) ويقول تعالى في موضع آخر (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثُبَاتٍ أو انفروا جميعاً) سورة النساء، آية رقم (71). قال العلامة ابن سعدي في تفسير هذه الآية (يأمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يأخذوا حذرهم من أعدائهم الكافرين. وهذا يشمل الأخذ بجميع الأسباب التي بها يُسْتَعان على قتالهم ويستدفع مكرهم وقوتهم، من استعمال الحصون والخنادق، وتعلم الرمي، والركوب، وتعلم الصناعات التي تعين على ذلك).
وعن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :(إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس) أخرجه البخاري. ففي قوله صلى الله عليه وسلم ( إنك إن تذر ورثتك أغنياء…) توجيه كريم من النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص بأن يترك ورثته أغنياء خير له من أن يجعلهم عالة يتكففون الناس، وفي هذا دليل واضح على أن الاحتياط للمستقبل، والأخذ بالأسباب المشروعة من الأمور التي يعتمد عليها التخطيط في منهج التربية الإسلامية. فاحرص أيها المدير أو المعلم أو التاجر أو الأب إلى التخطيط لأمورك بأخذ كافة الأسباب الممكنة والمتوفرة مع الاعتماد على الله عز وجل في ذلك كله ولا تنسى أن التخطيط السليم هو الذي يقوم على مراحل عدة هي ما يلي:
أولا: تحديد الهدف.
ثانيا: جمع المعلومات الممكنة.
ثالثا: تحليل المعلومات وإخراج ما لا أثر له منها.
رابعا: وضع الحلول والمقترحات الممكنة.
خامسا: اختيار الحل الأنسب.
سادسا: تنفيذ الخطة ومتابعتها وتحديد بعدها الزمني.