الأوصاف جمع وصف، وهو بيان الحال التي يكون عليها الشيء، وتقول وصفته أي بينت حاله وهذا أمر لغوي معروف، وكلمة متعدية بمعنى أن الوصف الذي تدل عليه الأسماء الحسنى لا يخرج من كونه يتعدى لأحكام أخرى، أو لا يتعدى بل يلزم حد الوصفية فقط دون تعلقه بحكم آخر.
ومن أمثلة ذلك: غفور، رحيم:
قال تعالى: (فَاعْلَموا أَنَّ الله غَفورٌ رَحيمٌ)، فاسم الغفور متضمن للمغفرة، واسم الرحيم متضمن للرحمة، يتبين مما سبق أن هذه القاعدة تدل على نوعين من دلالات الأسماء الحسنى:
أولاً: دلالة أسماء الله تعالى على أوصاف متعدية.
ثانياً: دلالة أسماء الله تعالى على أوصاف لازمة.
فإن دلت على أوصاف متعدية تضمنت ثلاثة أمور:
1/ ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
2/ ثبوت الصفة التي تضمنها الاسم.
3/ ثبوت حكمها ومقتضاها.
مثال: الحكيم: اسم متعد:
ثبت اسم الله الحكيم بنص القرآن في أربع وتسعين موضعاً منها قوله تعالى: (وهُوَ الحَكيمُ الخَبيرُ)، فعلى مقتضى القاعدة السابقة يلزم أن نؤمن بما دل عليه هذا الاسم من صفة، إذ أنه لا يعقل حكيم بلا حكمة! فلابد من إثبات صفة الحكمة لله تعالى فالله موصوف بها بدلالة هذا الاسم عليها، ولا نكتفي بذلك بل يلزم أن نؤمن بآثار ذلك الاسم لأنه متعد، فآثار اسم الله الحكيم كل ما تراه في هذا الكون هو بحكمته عز وجل.
أهم الدلالات التربوية لاسم الله الحكيم:
1/ الحكمة صفة كمال لله تعالى: ما يرى من إتقان ودقة في ممارسة الخلق، أو في خلق الكون وسننه ونواميسه؛ إلا بفضل الله وحكمته.
2/ الحكمة أساس العمل التربوي الأصيل: وتكمن في الآتي:
أ/ الحكمة في اختيار المعلم وفق الضوابط التربوية الأصيلة.
ب/ الحكمة في تحديد الأهداف وفق معايير مناسبة.
ج/ الحكمة في وضع المناهج وفق أسس صالحة.
وأسماء الله إن دلت على أوصاف لازمة تضمنت أمرين:
1/ ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.
2/ ثبوت الصفة التي تضمنها الاسم.
مثال: العظيم: اسم لازم:
لا يتم الإيمان بهذا الاسم حتى تؤمن بإثباته اسماً لله تعالى أولاً، دالاً على ذاته تعالى، ثم تؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة لله تعالى، وهي صفة العظمة، ومعناه: ليس لهيبته بداية ولا لجلاله نهاية، (لَيسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وهُو السميعُ البَصيرُ).