الحمد لله الذي شرع الزواج،وضبطه بأحكامه، وتفضل برحمته أن جعل بين الزوجين مودة ورحمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي بين منهج التعامل بكل تفاصيله.
إعلم أن الزواج نعمة.. ودوام العشرة بين الزوجين مبني على الصبر؛ وتحمل تقلبات أحوال النفس البشرية، وما يعتريها من ساعات الضجر. .
والزوج والزوجة يعتريهما النقص والخطأ، وهي من الطبائع البشرية، والبحث عن الكمال أمر عزيز. ولذلك فإن من مقومات الزواج الناجح ما يلي:
أولاً: الاختيار المبني على الدين والخُلُق.
ثانياً: معرفة حقيقة الطبائع البشرية العامة، أن فيها النقص والخطأ، وتقلب المزاج. وأن مطلب الكمال عزيز.
ثالثاً: أهمية التعامل بالحكمة وخاصة عند الحوار والمناقشة، وعند غضب أحد الطرفين. وأن الإنسان عند غضبه يقول ما لا يقصده، وتنفلت منه كلمات لا يقبلها الطرف الآخر. فاليصبر على ذلك، ويتجاوز عنها.. وليعلم أن خبرة الزوجين في التعامل قليلة، فليتغافل ولا يكون مغفلاً. وأحق الناس بالصفح الزوجين فيما بينهما. والإدراك أن الطلاق ليس هو الحل في كل خلاف، بل قد يكون أثره غير محمود.
رابعاً: معرفة الخصائص التي تكون عليها الأنثى، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (تكفرن العشير، وتُكثرن اللعن) وقوله صلى الله عليه وسلم (إن المرأة خُلقت من ضلع أعوج، وأن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته) والمقصود لسان المرأة..
خامساً: الرفق في التعامل، ولما أن القوامة للرجل، فمن الحكمة أن يكون سيداً على أسرته، كالراعي في غنمه، يذب عنهم الشر، ويجلب لهم الخير، ويتعامل معهم بحكمة، ويصبر ويرفق، ويعلم أنه مأجور من الله تعالى على ما يقوم به.
سادساً: الاجتهاد في إعطاء الزوجة حقوقها، حتى ولو قصرت معه في حقوقه. فإن كرم التعامل معها سيدفعها إلى الحياء من صنيع الزوج وتقبله وصبره على ما يحدث منها.
سابعاً: معالجة الأمور بحكمة، ومنها أن لا تنصح في حالة الخصام والنزاع. وإذا حصل خلاف فالخروج من المنزل وسيلة لدفع الشر، وحتى لا يحتدم النقاش، وينفلت اللسان. ومن الحكمة أيضاً العلم بأن التدرج في النصيحة وفي معالجة الأمور خير معين على الإصلاح بعد توفيق الله تعالى. وغير ذلك من سُبُل الحكمة.
ثامناً: الدعاء مع الصبر يحقق الخير الكثير بإذن الله تعالى
واسأل الله تعالى التوفيق لكل أسرة مسلمة لتعيش حياة كريمة طيبة.
اسم السائل : أبو عبد الرحمن
اسم المستشار : أ.د. خالد بن حامد الحازمي