لا تخلوا تصرفاتنا اليومية التربوية من الوعيد أو الترغيب أو التهديد مع أبنائنا وطلابنا وكل من نريد تربيته وتوجيهه ، ولكن هل استخدامنا للترغيب والترهيب صحيح ؟
هناك أخطاء تربوية كثيرٌ ما نقع فيها عند استخدامنا للترغيب والترهيب ، وهي :
1) أن يَعِدَ المربي المتربي بوعود ترغيبية، ثم لا يفي بوعده. وهذا يغرس فيه عدم الثقة في وعود المربي سواء كان أباً أو معلماً. إضافة إلى أنه يُعَلِّم المتربي الكذب، كنتيجة تربوية لما يشاهده من سلوك القائم على أمره .
2) أن يَعِدَ المربي بوعود عقابية ثم لا ينفذ شيئاً من ذلك على وجه الاستمرار، وهذا يجعل المتربي لا يأبه ولا يكترث لتهديدات المربي؛ لأنه يعرف أنها بعيدة عن التطبيق، وبالتالي تقل جدواها التربوية .
3) الإفراط في استخدام الترغيب أو الترهيب فيصبح أثرهما ضعيفاً لكثرة ما يسمع ذلك من أبويه أو من معلمه .
4) الإفراط في الترهيب دون الترغيب، مما يجلب اليأس عند المتربي، حيث لا يقرع سمعه إلا العقاب والتهديد .
5) الإفراط في الترغيب دون الترهيب مما يدفع المتربي على التمادي، والتراخي، وعدم الجدية، ولا يعني هذا أن يتجه للترهيب، بل تقديم الترغيب أولى، يقول ابن سحنون في وصيته لمعلم ابنه : (لا تؤدبه إلا بالمدح ولطيف الكلام، وليس هو ممن يؤدب بالضرب والتعنيف) .
ولكن هناك مواقف يظهر فيها أولوية الترهيب، ومثال ذلك : أن يقترف الابن إثماً أو عملاً مشيناً، فالأولى هنا الترهيب .
فالمقصود أن على المربي أن يعتدل في استخدام الترغيب والترهيب، وأن يوائم بينهما، فلا يغلب أحدهما على الآخر, وأن يستخدم كل واحد منهما بحسب الحاجة .